| 0 التعليقات ]

-بسم الله الرحمن الرحيم-
الجزائر : السبت 17/2/1432 هـ
           الموافق 22/1/2011 م

موقف نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ من قمع مسيرة الأرسيدي
السؤال:
توجهت الهيئة الإعلامية بسؤال لنائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بن حاج بخصوص ما تعرضت له المسيرة الغير المرخصة لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وهل من حق بعض الأحزاب السياسية المعارضة وبعض حملة الأقلام الصحفية التنديد بما قام به حزب الأرسيدي.
الجواب:
مما لا شك فيه أن حجم الاختلاف العقدي والسياسي بيننا وبين حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية كبير جدا ولكن رغم هذا الاختلاف العميق فإنه لا يسمح لنا أخلاقيا بقمع ومنع المتظاهرين وإلحاق الضرر بهم كما لا يجوز لنا تزكية أو الصمت عن استخدام القوة البوليسية  الضخمة في تفريق المتظاهرين والتي طوقت العاصمة تطويقا فاق التوقعات والذي كنت شاهدا عليه ميدانيا فمن حق أي حزب سياسي تنظيم مظاهرات و مسيرات واعتصامات إن اقتضى الأمر بشكل سلمي للتعبير الجماعي عن أفكاره ورؤيته السياسية كما أنه ليس من حق حملة الأقلام الصحفية أو رؤساء الأحزاب المعارضة شن حملة على حزب سياسي مهما كانت توجهاته فله الحق في ممارسة حقوقه السياسية مهما اختلفنا معه في الطرح الإيديولوجي أو السياسي إذ ليس من مهام الصحافة الجادة – مهنيا وموضوعيا - والمعارضة الحقيقية تحريض النظام السياسي أو عموم المواطنين على معارضة تريد الاحتجاز السلمي في الشارع بل الواجب على هذه الأقلام وهذه المعارضة تذكير السلطة بحقهم في التظاهر السلمي والتنديد بالنظام السياسي إذا منع أو قمع المختلفين من ممارسة حقوقهم المشروعة وعلى رأسها حق تنظيم المسيرات والتظاهرات والاعتصامات بصفة جماعية.
أما أن يقدم النظام على التعامل مع القانون بأكثر من مكيال كأن يسمح لأحزاب الموالاة بحق التظاهر وتنظيم المسيرات ومنع أحزاب المعارضة التي لا تتوافق مع طروحاته السياسية أو توظيف القضاء في تصفية الخصوم و التساهل مع من يخرق القانون إذا كان مواليا.
أما مهام الأمن فتنحصر أثناء المسيرات والاعتصامات في أمرين اثنين:
الأول: حماية المتظاهرين و هم يمارسون حقهم في التظاهر والتعبير الجماعي.
الثاني: حماية الممتلكات العامة والخاصة من المندسين فلا يمكن التضحية بأحدهما لحماية الآخر وتلك مهام أجهزة الأمن في الدول المتحضرة كما هو مشاهد عند العام والخاص والحاصل أن الاختلاف مع بعض الأحزاب في طرحها السياسي لا يبرر التشفي أو الانتقام أو السكوت عن الظلم إذا نزل بها فالأخلاق السياسية الرشيدة تمنع ذلك والله ولي التوفيق.

(المصدر)
الهيئة الإعلامية
  للشيخ علي بن حاج

0 التعليقات

إرسال تعليق