| 0 التعليقات ]



بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الخميس 15/2/1432 هـ - الموافق 20/1/2011 م

بيان:

الأسرة المالكة السعودية تحتكم للأعراف الجاهليـة

عوض العمل بأحكـام الشريعــــة الإسلاميــة
 
* الحمد لله القائل في كتابه العزيز:"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" ابراهيم42، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل في الحديث الصحيح "إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته" ثم قرأ "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، إن أخذه أليم شديد" وعلى آله وصحبه أجمعين:

* مما لا شك فيه أن إيواء الطغاة المجرمين الهاربين من قصاص شعوبهم من كبائر الإثم والفواحش، والأدلة الشرعية على ذلك فوق الحصر، من هذا المنطلق الشرعي نستطيع أن نقول إن ما صرح به وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بتاريخ 19/01/2011 يعتبر جريمة من أكبر الجرائم في حق الشعب التونسي الذي ثار على جلاّده وعمل على خلعه وإسقاطه، فهل يعقل أن يقدم هذا الأمير من الأسرة المالكة التي تدعي -كذبا وزورا- تحكيم الشريعة الإسلامية أن يقدّم الأعراف الجاهلية على أحكام الشريعة الإسلامية؟!!! ونحن نقول لهذا الأمير، ماذا لو أن مواطنا سعوديا دخل أحد قصورك المنيفة الشاهقة وسرق منها مجموعة من النفائس أو اعتدى على أحد أفراد أسرتك ثم فر هاربا إلى منزل أحد الجيران فقام بإجارته وحمايته واستضافته باسم الأعراف العربية، فهل سيترك هذا السارق المعتدي لحال سبيله؟!!! وما هو مصير ذلك الجار الذي فتح بابه وقام بإجارته وحمايته والترحيب به، وعدم التبليغ عنه للسلطات الأمنية، كما جرت العادة في وجوب التبليغ عمّا يسمى بحملة الفكر الضال من "الإرهابيين"؟!!! لا شك أنالجواب معلوم من السياسة السعودية بالضرورة هو القصاص العادل من الأول لسرقته واعتدائه ومن الثاني لعدم تبليغه وإيواء الخوارج الإرهابيين، ثم ألا يعلم الأمير سعود الفيصل أن شين العابدين سرق شعبه وسفك دماء الأبرياء ومارس إرهاب الدولة على خصومه وزجّ بهم في غياهب السجون وأطلق يد زوجته وعائلتها نهبا واغتصابا، فهل هذا الإرهابي الدولي يسمح له بدخول أرض الحرمين الشريفين معزّزا مكرّما؟!!!
* لا شك أن الشعب التونسي الشهم لن ينس ولن يغفر لأفراد الأسرة المالكة وعلى رأسهم الملك عبد الله، تلك الإجارة والإيواء والحماية والحظوة التي وجدها طاغية تونس لدى الأسرة المالكة باسم الأعراف الجاهلية في حماية وإجارة المجرمين الطغاة.
* وقبل أن نشرع في سرد بعض المخالفات الشرعية التي اقترفتها الأسرة المالكة السعودية يحسن بنا أن نُذَكِّر الأمير سعود الفيصل ببعض الجرائم والكبائر والإثم البواح التي اقترفها طاغية تونس الذي أسقطته تلك الثورة الشعبية العارمة، سائلين الله تعالى أن يحفظ الشعب التونسي من أن تسرق منه ثورته كما سرقت ثورات كثيرة عبر التاريخ الإنساني الطويل، فسرّاق الثورات سيعملون المستحيل من أجل إجهاضها أو تحريفها عن مبادئها، فمن إثمه البواح نذكر ما يلي على وجه الاختصار، تاركين للشعب التونسي وأحراره وحملة أقلامه ومفكريه ودعاته تدوين الصفحات السوداء من تاريخ هذا الطاغية المجرم الذي جثم على صدر شعبه قرابة ربع قرن، وكان الواجب على قادة الجيش في تونس عدم السماح له بالفرار لينال القصاص العادل على جرائمه العديدة.
1- جريمة الجور في الحكم: كيف تأوي الأسرة المالكة في السعودية حاكما جائرا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول"إن أشد الناس عذابا يوم القيامة، من قتل نبيا أو قتله نبي وإمام جائر"والقائل أيضا "أربعة يبغضهم الله…..وذكر منهم الإمام الجائر" ؟!
2-جريمة القسوة على الشعب: كيف تأوي الأسرة المالكة في السعودية طاغية مارس الشدة والعنف والقسوة ضد شعبه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول"إن هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا قسموا أقسطوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا" أي لا فريضة ولا نافلة، وقوله أيضا "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به" ؟!

3-جريمة الاحتجاب عن تلبية مطالب الشعب:كيف تأوي الأسرة المالكة في السعودية من احتجب عن تلبية مطالب شعبه، وجعل بينه وبينهم حجّابا وأسوارا وحرّاسا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "من ولاّه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخُلَّتِهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة".
4-جريمة الظلم والتعدي على الناس: كيف تأوي الأسرة المالكة في السعودية من ظلم شعبه وقمع خصومه المعارضين وسلط عليهم أجهزة أمنه تنهشهم كالكلاب المسعورة وتسومهم سوء العذاب وتذيقهم الصّاب والعلقم وتجرعهم الغصص، وترمي بهم في غياهب السجون بعد محاكمات باطلة من طرف قضاة باعوا ضمائرهم للشيطان بثمن بخس دراهم معدودة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي، إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق"، ولسنا الآن بصدد ذكر النصوص الشرعية في ذم الظلم والظالمين، فهي أشهر من أن تُذكر وأكثر من تُحصر، فهل يعقل أن تستضيف الأسرة المالكة حاكما محروم من شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!!.
5-جريمة غش الشعب: كيف تأوي الأسرة المالكة في السعودية باسم العرف الجاهلي حاكما غش شعبه ولم ينصح له في دينه ودنياه، بل حارب الإسلام والمسلمين وعمل جاهدا –تنفيذا لأوامر أسياده- بتجفيف منابع التدين فتجسس على المصلين في مساجدهم ومنع الدعاة والعلماء من القيام بواجب التبليغ والنصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"، فهل يعقل أن يجد من حرّم الله عليه الجنة إجارة واستضافة مريحة في أرض الحرمين الشريفين؟!!!.
6-جريمة تعذيب الشعب: هل يجوز شرعا وأخلاقا للأسرة المالكة السعودية إيواء حاكم يمارس تعذيب شعبه وإرهابه بشتى صنوف التعذيب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة، أشدهم عذابا للناس في الدنيا" وهو القائل أيضا"إن شر الرعاء الحطمة".

7-جريمة اغتصاب أملاك الشعب عنوة: كيف تأوي الأسرة المالكة في السعودية باسم العرف الجاهلي حاكما اغتصب هو وزوجته وبعض المقربين من الأسرتين أملاك الشعب عنوة وبغير وجه حق ونهبوا خيرات البلاد واشتروا بها عقارات ومساكن وفيلات فخمة في قلب أوربا والعالم العربي لاسيما في دول الخليج، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "أيُّما رجل ظلم شبرا من الأرض كلفه الله عز وجل أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أراضين، ثم يطوقه إلى يوم القيامة حتى يقضى بين الناس" وقوله أيضا "من أخذ أرضا بغير حقها كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر" والأحاديث في جريمة اغتصاب أملاك الشعب أشهر من أن تذكر، وهو ديدن الكثير من الملوك والأمراء والحكام ومن كان من حاشيتهم ممّن افتكوا من بعض رعيتهم أراضيهم ومنازلهم دون وجه حق.
8-جريمة سفك الدماء والقتل بغير وجه حق: من المعروف لدى العام والخاص أن الأسرة المالكة في السعودية تندد صباح مساء بما يسمى بالإرهاب والإرهابيين والخوارج المارقين وحملة الفكر الضال، الذي يقتل بغير وجه حق فما بال هذه الأسرة تأوي أحد عتاة الجلادين ممّن يمارس إرهاب الدولة، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار" وقوله أيضا "من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله، لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا" أي لا فريضة ولا نافلة، فأين هيئة كبار العلماء من التنديد بإيواء الأسرة المالكة لشين العابثين، الذي حارب الإسلام والمسلمين وقمع الحريات ومارس إرهاب الدولة وقد اعتدنا من هذه الهيئة المسارعة للتنديد ببعض الشباب المتأول، وتمطرهم بأحاديث الترهيب من جريمة القتل، كقوله عليه الصلاة والسلام "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق" أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة "ما أطيبك، وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه" فهل يستوي قاتل العمد وقاتل الخطأ وقاتل شبه الخطأ والقاتل بالتأويل مع من يستبيح دماء شعبه بغية البقاء في الحكم، أو تنفيذا لأوامر قوى خارجية كافرة باسم محاربة الإرهاب، وهل نصوص الكتاب والسنة في تحريم القتل بغير حق مخاطب بها الرعية دون الراعي، أم أنها تشمل الجميع، وأن من قتل بغير حق وجب القصاص منه حاكما أو محكوما، كما أجمع عليه العلماء قديما وحديثا؟!!! ولماذا نسارع بالتنديد بجريمة قتل الأفراد لبعضهم بعضا -وهو حق- غير أننا نخرس ونلتزم الصمت المطبق المريب عن التنديد بقتل الحكام الطغاة لشعوبهم بغير وجه حق؟!!! وصدق الشاعر إذ يقول:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر * وقتل شعب بكامله مسألة فيها نظر ؟!!!
* تلك بعض صور الإثم البواح التي ارتكبها طاغية تونس الذي وجد كل ترحاب وحماية ورعاية واستضافة ودفء في حضن الأسرة المالكة السعودية التي تزعم العمل بالكتاب والسنة وآثار السلف الصالح!!!.

* والآن يجدُر بنا ذكر بعض المخالفات الشرعية التي وقعت فيها الأسرة المالكة السعودية بإيوائها الطاغية الجلاد شين العابثين قاتله الله وأخزاه وأخزى من آواه ولا حول ولا قوة إلا بالله:
1- إجارة طاغية مطارد من شعبه: من كان يظن أن طاغية تونس وجلادها وناهب خيراتها سوف يجد الحماية والضيافة في أرض الحرمين الشريفين بعد أن نبذته جميع دول العالم بما في ذلك من كان عميلا عندهم، ألا تعلم الأسرة المالكة أن الله تعالى قد نهى عن التعاون عن الإثم والعدوان؟!!! فعوض الأخذ على يد الظالم فتحت السعودية ذراعيها لجلاد الشعب التونسي والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده" وقال أيضا "من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله عز وجل وذمة رسوله".

2- حماية طاغية من القصاص العادل: إن ما أقدمت عليه الأسرة المالكة في السعودية يدخل في حماية محدث يستحق العقاب واللعن، لقوله عليه الصلاة والسلام "لعن الله من آوى محدثا" وقوله أيضا"من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع".
3- الأسرة المالكة شريكة الطاغية في ظلمه: إن الأسرة المالكة باستضافة الطاغية الجلاد تكون قد وقعت في جرم عظيم وهو جرمالمثلية، لقوله تعالى "إنكم إذا مثلهم" وقوله تعالى "أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم"، قال علماء التفسير "أي أشباههم وأتباعهم"، وقالعمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير الآية "يحشر صاحب الربا مع صاحب الربا، وصاحب الزنا مع صاحب الزنا وصاحب الخمر مع صاحب الخمر" ونحن نقول، وصاحب الطغيان مع صاحب الطغيان، والطيور على أشكالها تقع، ومن تشبه بقوم فهو منهم.
* تلك بعض الجرائم التي وقعت فيها الأسرة المالكة السعودية والتي تحاول تضليل الرأي العام في الداخل والخارج بدعوى مراعاة الأعراف العربية، كما جاء على لسان وزير الخارجية سعود الفيصل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال، الأئمة المضلون" وفي رواية "أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون" فعلى العلماء والدعاة وأهل الفكر في العالم العربي والإسلامي وسائر دول الدنيا التنديد بالجريمة التي أقدمت عليها الأسرة المالكة ومطالبتها بتسليم الطاغية إلى بلاده لينال القصاص العادل على جرائمه وإثمه البواح، والقيام أمام سائر السفارات السعودية في العالم العربي والإسلامي والغربي بمسيرات وتجمعات وتظاهرات تطالب المملكة بتسليم الطاغية الجلاد إلى الشعب التونسي الثائر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده أو سمعه" وقال أيضا "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".

نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ
بن حاج علي
 
المصدر الهيئة الإعلامية للشيخ علي بن حاج

0 التعليقات

إرسال تعليق